السبت، 29 نوفمبر 2014

العفو والتسامح

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أجعلنا رب من من يحشرون في زمرة حبيبك محمد صل الله عليه وسلم .
هيا بنا نزور بيت الرسول صل الله عليه وسلم ونسعد بنور الوفاء صل الله عليه وسلم .دخلنا إلى مجلس الرسول صل الله عليه وسلم ووجدناه جالسا مع بعض الصحابة ويعلمهم عن خلق جميل جدا جدا محتاجونه أن ينتشر في كل بقاع الأرض في كل مكان وفي كل زمان فيجب أن هذا الخلق ينتشر لأنه من أعظم أخلاق الإسلام حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم وهو يحاور الصحابة :(تفتح أبواب الجنة كما نعلم أن الرسول صل الله عليه وسلم يربط كل عمل بالجنة لأنه لا يوجد اي عمل صالح موجود في العالم الى جزاءه الجنة أترين أختي الطالبة أن هذا الموضوع خطير وفي غاية الروعة أرأيت اختي الطالبة ان هناك كتاب اسمه كنوز من السنة يوجد به 10الاف حديث لأعمال جزاءها الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك مع الله شيئا الا رجل كان بينه وبين اخيه شحناء فيقال أنظروا بمعننا اجلوا هذين حتى يصطلحا . كما نعلم ان الدنيا يوجد بها ظالم ومظلوم وهذا منذ ايام سيدنا ادم فعندما قتل قابيل ابيل وكل من قتل بعد ذلك فهو من ميزان قابيل لأنه اول من سن سنة القتل فالقتل موجود منذ ايام سيدنا ادم والى ان يرث الله الارض ومن عليها. فانا اقول لكل ظالم اتق الله في نفسك  وابتعد عن الظلم واستغفر ربك لان الله غفور رحيم فلو عند مالا من الذنوب وتبت الى الله فسوف يغر لك ربك فقد جاء رجل الى الرسول صل الله عليه وسلم وقال له :يا محمد اني عملت من الذنوب مالا اوزعها على اهل الارض لأغرقتها فأبتسم الحبيب المصطفى وقال اتشهد ان لا الاه الا الله واني رسول الله قال اشهد قال ابشر فإن الله قد ابدل سيئاتك كلها الى حسنات  قال وغضرات وفجراتي قال وغضراتك و فجراتك فول الرجل مكبرا الله اكبر والنبي يبتسم ونزل قول الله عز وجل (الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فلال يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ...)(فاذا مهما سلبت من الذنوب عنان السماء ثم إستغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي )حديث قدسي . وانت اختي الطالبة تستطيعين ان تغفري عن ذنوبك لأن الشمس لم تشرق من المغرب بعد ولا الروح لم تصل الى البلعوم فإذا الله يغفر الذنوب ما بينه وبين عبده ولكن الله لا يغفر الذنوب بين العبد واخيه وربما يدخل النار بسبب انه ظلم قال رسول الله صل الله عليه وسلم (أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار قال المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا واكل مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار




من مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم حينما همَّ أعرابي بقتله حين رآه نائمًا تحت ظل شجرة، وقد علَّق سيفه عليها، فعن جابر رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع (إحدى غزوات الرسول)، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلَّق بها سيفه، فجاء رجل من المشركين، وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلَّق بالشجرة فأخذه، فقال الأعرابي: تخافني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فقال الأعرابي: فمَن يمنعك مني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله، فسقط السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال: مَن يمنعك مني؟ فقال الأعرابي: كن خير آخذ. فقال صلى الله عليه وسلم السيف: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أُعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس" [صححه ابن حبان].

غلظة الأعرابي وتسامح الرسول:
عن أنس بن مالك قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة ـ [أي جذبه جذبة قوية] حتى رأيت صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول)، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.

تسامحه مع جاره اليهودي:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوره جار يهودي، وكان اليهودي يحاول أن يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يستطيع خوفًا من بطش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان أمامه إلا الليل والناس جميعاً نيام؛ حيث كان يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولما يستيقظ رسولنا الكريم فيجد هذه القاذورات كان يضحك صلى الله عليه وسلم، ويعرف أن الفاعل جاره اليهودي، فكان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يزيح القاذورات عن منزله ويعامله برحمة ورفق، ولا يقابل إساءته بالإساءة، ولم يتوقَّف اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى خبيثة، فظلَّ ملازمًا الفراش يعتصر ألمًا من الحمى حتى كادت توشك بخلاصه.
وبينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الباب يستأذن في الدخول، فأذِن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم على جاره اليهودي وتمنّى له الشفاء، فسأل اليهودي الرسول صلى الله عليه وسلم وما أدراك يا محمد أني مريض؟؟ فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: عادتك التي انقطعت (يقصد نبينا الكريم القاذورات التي يرميها اليهودي أمام بابه)، فبكى اليهودي بكاءً حارًا من طيب أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتسامحه، فنطق الشهادتين ودخل في دين الإسلام.

الكتابة على الرمل:
كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء وفي أثناء سيرهما اختصما، فصفع أحدهما الآخر فتألم الصديق لصفعة صديقه، ولكن لم يتكلم!! بل كتب على الرمل: "اليوم أعز أصدقائي صفعني على وجهي"، وواصلا المسير، فوجدا واحة، فقررا أن يستحمَّا في الماء، وإذا بالمصفوع على وجهه يغرق في أثناء السباحة، فينقذه صديقه الذي صفعه، ولما أفاق من الغرق نحت على الحجر: "اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي"، فسأله صديقه: عندما صفعتك كتبت على الرمل، ولكن عندما أنقذتك من الغرق كتبت على الحجر فلماذا؟ فابتسم صديقه، وأجاب: "عندما يجرحنا الأحباب علينا أن نكتب ما حدث على الرمل لتمسحها رياح التسامح والغفران، ولكن عندما يعمل الحبيب شيئًا رائعًا، علينا أن ننحته على الصخر حتى يبقى في ذاكرة القلب، حيث لا تمحوه الرياح".
إن التسامح شيء يتعلمة الإنسان بسهولة، لكن تطبيقه صعب، يجب على الإنسان أن يمر بمرحلة التسامح، وهي تشمل التسامح المنطقي، والتسامح العاطفي؛ بمعنى أن الإنسان كلما فكر في شخص كان قد غضب منه يتمنى له الخير، فالأسهل والأفضل أن تسامح، وسيعطيك الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب، فنحن ليس لدينا الوقت في هذه الدنيا للحزن والضيق والغضب من شخص معين، أو موقف محدد، فإذا غضبت من شخص فلا تهدر طاقتك في الغضب والضيق والحزن، وإنما الأفضل أن تسامح، فأرسل لمن يضايقك باقة جميلة من الطاقة، فطاقة الإنسان لو وصلت ببلد لأضاءته لمدة أسبوع كامل.

"تخيل كل هذة الطاقة عندنا ونحن لا ندري"
إنها طاقة هائلة أعطاها الله لك تساوي أكثر من 80 مليار دولار، فالحياة قصيرة، ولن يكون لها إعادة، واعلم أنها حياة واحدة ليس لها (بــروفــة) وإنما هـي حيـاة حقيقية ليس لها إعادة، فإذا ما انتهت لن تعود، فيجب أن تستخدم كل لحظة في حياتك، كأنها آخر لحظة في حياتك فأنت لن تخرج أبدًا من هذه الحياة وأنت حي [قوة الحب والتسامح، د.ابراهيم الفقي]. 
فلماذا نحمل الأشياء التي تضايقنا بداخلنا وعلى عاتقنــا؟ لماذا تكلمنا على شيء مر منذ سنوات نتكلم عنه وكأنه حدث الآن، فنغضب ونتضايق مرة أخرى؟

ماذا بعد؟
تخلق بأخلاق حبيبك محمد، صلى الله عليه وسلم، وسامح شريك حياتك، ولا تحمل على ظهرك أحمالًا ثقيلة تنغص عليك حياتك.
وقوع شيء من الخلاف كما يقع بين البشر بين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- فأخطأ أبو بكر في حق عمر ثم ندم أبو بكر، فأراد أن يستسمح من عمر فرفض عمر فذهب أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- حاسراً ثوبه عن ركبته فما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم- على هذه الحالة قال: (أما صاحبكم فقد غامر) يعني دخل في غمرة الخصومة وقيل سبق بالخير، فسلم أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم- وجلس إليه وقص عليه القصة، وقال: كان بيني وبين بن الخطاب شيء من المحاورة والمراجعة والمقاولة والمعاتبة فأسأت إليه، أي فأغضبته، أي أن أبا بكر أغضب عمر، فانصرف عنه مغضباً فاتبعه أبو بكر قال أبو بكر: ثم ندمت على ما كان فسألته أن يغفر لي، أي أن يستغفر لي فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهي فأبى، وفي رواية: (فتبعته إلى البقيع حتى خرج من داره وتحرّز مني بداره) فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- يغفر الله لك يا أبا بكر)" ثلاثاً" ثم إن عمر ندم فذهب إلى بيت أبي بكر الصديق – رضي الله عنه- لكي يصافيه ويعتذر منه، فسأل عنه فقالوا: خرج من المنزل، فذهب عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فوجده عنده، فلما سلم عمر وجلس عنده جعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم- يتمعر يعني تذهب نظارته من الغضب، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم -أبيضاً جميلاً كأنّ القمر يجري في وجهه - صلى الله عليه وسلم- فجعل وجهه يحمر من الغضب .وفي رواية:" فجلس عمر فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه، ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه، فقال عمر: يا رسول الله ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير الحياة وأنت معرض عني"؟ أي خير لي في هذه الحياة إذا كنت معرضاً عني، فقال: (أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه؟! وفي رواية: (يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل) فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحدٍ أحب إلي منه بعدك" فقال أبو بكر: "وأنا والذي بعثك بالحق كذلك".
ولما تمعر النبي - صلى الله عليه وسلم- أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعمر ما يكره، فجثا أبو بكر أي برك على ركبتيه وهو يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم- : والله أنا كنت أظلم، قال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر يعتذر حتى لا يجد النبي - صلى الله عليه وسلم- في نفسه على عمر.
يقول أبو بكر: أنا كنت أظلم ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم- بين فضل الصديق – رضي الله عنه- فأخبرهم بأن الله بعثه فقلتم: (كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله). وآساني من المواساة، وصاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء، ولهذه سميت مواساة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- "فهل أنتم تاركو لي صاحبي" وفي رواية : " تاركوه " وجزم بعضهم بأن خطأ ووجه بعضهم ببعض الوجوه في اللغة لما قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم- فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنت تاركو لي صاحبي فما أ بعدها.
فوائد القصة:

1. فضل الصديق - رضي الله تعالى عنه- ومكانته في الإسلام: فهو السابق إلى الإسلام، وأكثر من نفع الدعوة على الإطلاق، واسى النبي - صلى الله عليه وسلم- بأهله، وماله، ونفسه، ولما جعل الكافر بخنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يذب عنه، ويقول: {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله}([2])، وهو الذي دفع ماله كله في سبيل الله، وهو الذي حمى النبي - صلى الله عليه وسلم- في الهجرة

2. أن الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه:.
3. جواز مدح المرء في وجهه إذا أمنت الفتنة

 4. أن الغضب يحمل الإنسان على ارتكاب خلاف الأولى،

5. أن الفاضل في الدين يسرع الرجوع إلى الحق :

6. استحباب سؤال الاستغفار والتحلل من المظلوم:

6 أن الإنسان لا ينبغي له أن يرد اعتذار من اعتذر إليه

7. أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يعرف بالتوسم حال أصحابه:

8. أن الإنسان إذا أراد أن يستسمح من آخر فليأته في بيته:

9. أن الإنسان إذا حدثت بينه وبين أخيه مشكلة لم يستطع أن يحلها فإن عليه أن يلجأ إلى الله ثم إلى أهل العلم، وأن يقص القصة دون زيادة ولا نقصان:

 10. تواضع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه-: وذلك لما جعل يقول: " والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم"

11. أن الفاضل ينبغي أن لا يؤذى، وإنما يحفظ حقه وينشر فضله؛ كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "هل أنتم تاركو لي صاحبي" فينبغي أن يشهر وتنشر فضائله بين الناس؛ إذا كان له سابقة وفضل، وأن ينوه بسابقته وفضله حتى يترك الناس إيذاءه ويعرفوا مقداره وقيمته وحقه، فيكفوا شرهم عنه. فقال - عليه الصلاة والسلام-:"إني رسول الله إليكم جميعاً فقلتم: كذبت وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله فهل أنت تاركوا لي صاحبي"، فنوه بفضله، وقيمته، ومنزلته حتى لا يعتدي عليه.
12. أن الإنسان المخطئ عليه أن يخشى على نفسه من العقوبة: ولذلك عمر - رضي الله عنه- لما جاء جلس عن يمين النبي - عليه الصلاة والسلام - ثم عن شماله ثم بين يديه، ثم قال: يا رسول الله فما خير الحياة وأنت معرض عني. يقول إذا أنت غضبت علي فلا خير في العيش لي، إذا غضبت علي فلا يمكن أن يطيب لي عيش، وأنت علي غضبان.
13. ينبغي استرضاء العالم والقدوة والكبير إذا غضب، ويسارع إلى التخفيف من غضبه، ويبادر إلى الاعتذار منه، وطلب عفوه ومغفرته.
14. فضيلة الإعلان بالرجوع عن الخطأ؛ لأن بعض الناس لا يقوى على الإعلان بالرجوع عن الخطأ، وإنما يريد أن يعتذر سراً وليس أمام الناس ولكن أبا بكر يقول و يعتذر أمام الناس "أنا كنت أظلم" أمام الجميع، وعمر جاء يعتذر أمام الجميع فلم يكن ليمنعهم عن إظهار الاعتذار أن يكون بعض الناس حاضرين ويقولون كما هو لسان حال بعض الناس اليوم يقولون نحفظ ماء وجوهنا؛ وإنما الصحابة ليس عندهم مانع أن يعتذر الإنسان ويعترف بخطئه أمام الآخرين.
15. أن أفضل رجلين في الإسلام بعد النبي - عليه الصلاة والسلام- ما نقص من قدرهما، ولا من قيمتها أنهما أخطئا، فرجعا عن خطئهما: فهذه القصة نشرت وذكرها المؤلفون في كتبهم، فلا يجد الإنسان في نفسه حرجاً من أ نه إذا أخطأ أن يتوب ويعتذر ويطلب العفو والمسامحة، فخطأ أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما- يعلمنا كيف نتعامل مع من أخطاء، وكيف نعتذر، وهذه من بركتهما أنهما أخطأ من أجل بيان ما ينبغي عليه الإنسان إذا أخطأ على صاحبه ورفيقه.
 للآخرين، من نشر العلم وإيصال والهداية إلى الآخرين، والتسبب في إنقاذ ناس من النار ولذلك الصديق من أسباب علو منزلته قال: وواساني بنفسه وماله فتصديق أبو بكر للداعية الأول، النبي - صلى الله عليه وسلم-



جمعت المعلومات مجموعة التسامح والعفو

الثبات

ظلَّ رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في مكة يدعو الناس إلى ( لا إله إلا الله ) وإلى عبادة الله، ويحذرهم من الشرك بالله ومن عبادة الأوثان، سراً وجهاراً، ليلاً ونهاراً ، ومنذ بداية الدعوة الإسلامية والمشركون يسعون للحيلولة دون وصولها إلى الناس بأساليب مختلفة، منها: السخرية والاضطهاد والإيذاء، ومع ذلك فالناس يدخلون في دين الله، ويتبعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
عن
عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ قال: ( سألت ابن عمرو بن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، قال: بينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في حِجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ ) رواه البخاري .
وبعد أن فشل كفار قريش في محاربة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصد عن دين الله بهذا الأسلوب، انتقلوا إلى أسلوب آخر، ألا وهو أسلوب الإغراءات والمساومات، وطلب المعجزات للتحدي والإعجاز، لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ثابتاً أمام هذه التحديات، فلم يفتر ولم يركن إليهم، حتى انتشر نور الإسلام في أرجاء الأرض كلها، قال الله تعالى: {
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }(التوبة:32) .

ترغيب وإغراء :

ظن كفار مكة أن الأنبياء يريدون بدعوتهم الدنيا والمناصب، أو الزعامة والرئاسة، ولذلك تقدموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه المحاولة، وهي إغراؤه بالمال والملك، والرئاسة والسيادة، ولكنهم فشلوا في ذلك .
ذكر
ابن هشام في سيرته عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أرسَلَتْ قريشٌ عُتْبَةَ بنَ ربيعةَ - وهو رجلٌ رَزِينٌ هادىءٌ - فذهب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمتَ من المكان في النسب، وقد أَتَيْتَ قومَك بأمرٍ عظيمٍ فَرَّقْتَ به جماعتهم، فاسمَعْ مِنِّي أَعْرِضْ عليك أمورا لعلك تقبل بعضها، إن كنتَ إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنتَ تريدُ شَرَفا سَوَّدْناكَ علينا، فلا نقطع أمرا دونك، وإن كنتَ تريدُ مُلْكًا مَلَّكْناكَ علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئْيًا ( مس من الجن ) تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك، طلبنا لك الطِّبَّ، وبَذلنا فيه أموالَنا حتى تبْرَأَ .. فلما فرَغَ قولُه تلا رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صَدْرَ سورة فُصِّلَتْ : { حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }(فصلت: 1 : 7 )، حتى وصل إلى قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }(فصلت: 13) .

إن الإغراءات والمساومات التي عرضتها قريش على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفضها، جاءت لتقطع السبيل إلى كل ظن وتشكيك بمقصده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قيامه بالدعوة، ومع هذا، فقد بقي البعض ممن احترف الغزو الفكري يؤثر القول بأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كانت له دوافع سياسية، وكانت له رغبة في السيادة والملك، وممن قال هذا القول من المستشرقين كريمر الألماني وفان فلوتن الهولندي .
والرد عليهم واضح جلي، من خلال جواب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عُتبة في رواية أخرى
لابن هشام وابن كثير بقوله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ: ( ما جِئتُ بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل عليَّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به، فهو حظكم في الدنيا وفي الآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ) .

لكم دينكم ولي دين :

انتقل كفار مكة إلى محاولة ثانية وهي ما يسمى بلغة العصر " تقارب الأديان "، ففكرة التقارب بين الأديان ليست بدعة عصرية، وإنما هي قديمة أول من دعى إليها كفار مكة، عندما قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعرض عليك خصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح قال: وما هي؟، قالوا: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة .
عن
عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( إن قريشاً وعدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه (أي: يسوده) فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمَّد! وكف عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح، قال: وما هي؟، قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة! فقال - صلى الله عليه وسلم -: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }(الكافرون: 1 : 6)، وأنزل الله - عز وجل - : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }(الزمر: 64 : 66) ) رواه الطبراني .
{
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }(الكافرون:6) : ليس هذا من باب الإقرار، وإنما هو من باب المفاصلة والتحذير، قال الإمام البخاري: " لكم دينكم الكفر، ولي دين الإسلام "، وهو مثل قوله تعالى: { وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }(يونس:41) .

وقد بين هذا الموقف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن طريق الحق واحد لاعوج فيه، إنه توحيد الله، فلا لقاء بين الكفر والإيمان، فالاختلاف جوهري، يستحيل معه التنازل عن شيء من الحق لإرضاء الباطل وأهله، فالكفر كفر، والإيمان إيمان، والفارق بينهما بعيد، والسبيل الوحيد للالتقاء هو الخروج من الكفر إلى الإسلام، وإلا فهي البراءة التامة، والمفاصلة الكاملة، بين الإيمان والكفر: {
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }(الكافرون:6) .

التحدي :

فشل كفار مكة في المحاولة الثانية وهي المساومة، فانتقلوا إلى المحاولة الثالثة وهي تحدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يأتيهم بآية أو معجزة تشهد بصدقه، وأظهروا له أنهم على استعداد أن يتبعوه ويؤمنوا به، وهم أرادوا من وراء ذلك تعجيز الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: { وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ }(العنكبوت:50)، وقال تعالى: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً }(الإسراء:93) .
وبين لنا ربنا ـ عز وجل ـ أنهم يطلبون الآيات ولو نزلت عليهم لا يؤمنون، فقال تعالى: {
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ للَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }(الأنعام: 109 : 111) .
ومن الأدلة على أنهم طلبوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يريهم آية أو معجزة استكبارا ومكرا منهم، ولتعجيزه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وليس للإيمان به، ما رواه
أنس - رضي الله عنه - قال: ( سأل أهل مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آيةً فأراهم انشقاق القمر فنزلت: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }(القمر: 1 : 2) رواه البخاري.
وعن
جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: ( انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل فقالوا: سحرنا محمَّد ) رواه الترمذي .

الثبات :

الصراع بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، قصته واحدة، وإنِ اختلفت صوره وأساليبه بحسب الزمان والمكان، ومن أهم سمات التربية في المرحلة المكية الثبات على الدين، ولا شك أن موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الراسخ أمام الإيذاء، والإغراء، والمساومة، كان درسا تربويا للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ولنا من بعدهم، نتعلم منه الثبات على العقيدة، والتمسك بالمبادئ، مهما أوذينا بقول أو فعل، وعدم الضعف أمام المحن، أو التفكير في المغريات التي تعرض علينا لصرفنا عن ديننا ودعوتنا ..
ثم إن الثبات على الدين والحق نعمة من نعم الله، قال الله تعالى: {
وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }(الإسراء:74)، ولذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من الدعاء بقوله : ( يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك ) رواه أحمد .
والثبات في أيام الفتن ووقت المحن والبلاء له أجره الكبير وفضله العظيم، ولذلك بشّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ الثابت على دينه بأجر خمسين من الصحابة، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (
إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهنَّ يومئذٍ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبيَّ الله أو منهم ؟، قال: بل منْكم ) رواه الترمذي .
 جمعت المعلومات مجموعة ثابتين على ديننا

الشورى



الشورى هي مصطلح إسلامي استمده بعض فقهاء وعلماء المسلمين من بعض آيات القرآن مثل ((و الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون))سورة الشورى-آية 38] وأيضا ((فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)) سورة آل عمران -آية 159] للدلالة على ما اعتبروه المبدأ شرعي من مبادئ الإسلام المتعلق بتقليب الآراء، ووجهات النظر في قضية من القضايا، أو موضوع من الموضوعات، واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة، وصولاً إلى الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج [1][2]. وتذكر كتب الحديث والتاريخ الإسلامي مواقف اعتبروها تجسد مبدأ الشورى منها استشارة محمد نبي الإسلام لأصحابه رغم أنه معصوم[3].
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89 

أخلاق النبي صل الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
سلطنة عمان
وزارة التربية والتعليم
مدرسه سلمى بنت قيس للتعليم الاساسي




اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم






اسم المجموعة/قدوتنا رسول الله
    





                                                                                             
لقد كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مستمدة من القرآن الكريم، ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت لسائلها: أما تقرأ القرآن؟ قال: بلى . فقالت : كان خلقه القرآن .
وإذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن وما جاء به ، فهيا بنا نتعرف على هذه الأخلاق :
أولاً: التواضع :
إن التواضع في البيت النبوي قد استمد من التوجيه القرآني العظيم ، يقول الله سبحانه وتعالى : ((وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) [ لقمان : 18 ]
لذلك فقد روي عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : (( كان رسول الله يعلف الناضج ، ويعقل البعير ، ويقم البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويأكل مع خادمه ، ويطحن عنه إذا تعب ، ويشتري الشيء من السوق فيحمله إلى أهله ، ويصافح الغني والفقير والكبير والصغير ، ويسلم مبتدئاً على كل من استقبله ، من صغير أو كبير ، وأسود وأحمر ، وحر وعبد )) [ إحياء علوم الدين 3 / 306 ]
ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام أنه كان في سفر ، وأمر أصحابه بطهو شاة ، فقال أحدهم : علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال ثالث : على طبخها ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( وعلي جمع الحطب )) فقالوا يا رسول الله ، نكفيك العمل ، فقال : (( علمت أنكم تكفونني ، ولكن أكره أن أتميز عليكم ، وإن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه )) [ شرح الزرقاني 4 : 265 ]
وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( التواضع لا يزيد العبد إلا رفعةً ، فتواضعوا يرفعكم الله )) [ كنز العمال ]
وقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد )) [ كنز العمال ]
ومن أقواله عليه الصلاة والسلام في الحض عل التواضع قوله : (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )) [ سيرة ابن هشام ]





ثانيا   : الصدق
لقد كان الصدق من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والاسلام ، فقد كانت قريش تعرف محمداً قبل أن يتنزل عليه الوحي بـالصادق الأمين .
وحتى عندما بدأت الرسالة ، وأراد أن يدعو قريشاً اعترفت بصدقه قبل أن يتكلم عن رسالته ، فعندما صعد الصفا وقال : (( يا صباحاه )) ، كي تجتمع له قريش ، فاجتمعت على الفور وقالوا له : مالك ؟
قال : (( أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ ))
قالوا : بلى، ما جربنا عليك كذباً .
قال : (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ))
وها هو هرقل ملك الروم وإمبراطور الروم يسأل أبا سفيان في ركب من قريش بعد صلح الحديبية فيقول : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فقال أبو سفيان  : لا ، فقال ملك الروم : ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله . [ تاريخ الطبري 3 : 86 ]
وفي القرآن الكريم الصدق صفة وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)) [ الاحزاب : 22 ]
قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصاقين )) [ التوبة : 119 ]
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة . . )) [رواه البخاري ومسلم وغيرهما]
ثالثاً  : الأمانة :
لقد أمر القرآن الكريم برد الأمانة وامتدح هذا الأمر ، وعقب على الأمر بالتخويف من الخيانة فقال عز وجل : ((ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل )). [ النساء : 58 ]
ان نهوض الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة التي ائتمنه الله عليها وكلفه أن يقوم بها ، فبلغها للناس أعظم ما يكون التبليغ ، وقام بإدائها أعظم ما يكون القيام ، واحتمل في سبيلها أشق ما يحتمله بشر .
وقد عرف الناس أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته ، فكانوا يسمونه الأمين [ سيرة ابن هشام ، وتاريخ الطبري 2 / 251 ]
ومن احدى المشاهد التي تظهر لنا امانة الرسول صلى الله عليه وسلم ان جابر ابن عبدالله قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ضحى ، فقال : (( صل ركعتين )) ، وكان لي عليه دين فقضاني وزادني . [ فتح المبدئ : 2 / 229 ]
وقد تعددت وكثرت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحض على الأمانة ترغيباً وترهيباً منها :
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره )) [ رواه البخاري ]
رابعاً : الوفاء :
ان الوفاء بالعهد ، وعدن نسيانه أو الاغضاء عن واجبه خلق كريم ، ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل والمقام الأسمى ، فوفاؤه ، وصلته لأرحامه كان مضرب المثل ، وحق له ذلك وهو سيد الأوفياء وإليك ما يثبت هذه الحقيقة :
حديث عبدالله بن أبي الحمساء إذ قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال : (( يا فتى لقد شققت علي أنا هنا منذ ثلاث أنتظرك ))
روى البخاري في الأدب المفرد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بهدية قال : (( اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحت خديجة ))

أي وفاء هذا ياعباد الله ؟ إنه يكرم أحباء خديجة وصديقاتها بعد موتها رضي الله عنها .
خامساً : العدل
لقد أمر القرآن الكريم بالعدل فقال سبحانه وتعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا)) [ المائدة : 8 ]
وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على العدل والمساواة في أحاديث كثيرة بعد ضرب المثل والقدوة للناس عملياً
_ قال عليه الصلاة والسلام : (( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة )) [ اللؤلؤ والمرجان 1 : 30 ]
_ وقال عليه الصلاة والسلام : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته ))
_ وكان عليه الصلاة والسلام يعدل ويتحرى العدل بين زوجاته ثم يعذر إلى ربه وهو مشفق خائف فيقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))

سادساً : الكرم
ان الكرم المحمدي كان مضرب الأمثال ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً . فقد سأله رجل حلة كان يلبسها فدخل فخلعها ، ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها  . ففي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: (( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا . وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : (( ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال لا ))
وحسبنا في الاستدلال على كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث البخاري عن أبن عباس رضي الله عنهما وقد سئل عن جود الرسول وكرمه فقال : كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن .
وكيف لا يكون الحبيب صلى الله عليه وسلم أكرم الناس واجودهم على الاطلاق وقد نزل عليه قول ربه : (( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) [ سبأ : 39 ]
سابعاً : الزهد
والمراد بالزهد الزهد في الدنيا ، وذلك بالرغبة عنها ، وعدم الرغبة فيها ، وذلك بطلبها طلباً لا يشق ، ولا يحول دون أداء واجب ، وسد باب الطمع في الاكثار منها والتزيد من متاعها ، وهو ما زاد على قدر الحاجة ، وإليك هذه المواقف التي تدل على ان النبي صى الله عليه وسلم كان أزهد الناس :
قال عليه الصلاة والسلام لعمر وقد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف فقال : إن كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا ، وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها))
وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح : (( لو كان لي مثل أحد ذهباً لما سرني أن يبيت عندي ثلاثا إلا قلت فيه هكذا وهكذا إلا شيئاً أرصده لدين ))
فهذا أكبر مظهر للزهد الصادق الذي كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يعيش عليه ويتحلى به .
وكان عليه الصلاة والسلام يدعو ربه قائلاً : (( اللهم اجعل قوت آل محمد كفافا )) أي بلا زيادة ولا نقصان .
وقد قالت عائشة رضي الله عنها : مات رسول الله صلى الله عايه وسلم وما في بيتي شيىء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي .


 
ثامناً   : أدبه وحسن عشرته :
إن من كمال خلق المرء حسن صحبته ومعاشرته لأهله ، وكمال أدبه في مخالطته لغيره ، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم مضرب المثل في حسن الصحبة وجميل المعاشرة وأدب المخالطة وإليك هذه الأمثلة :

* قال أنس بن مالك : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيىء تركته لم تركته ؟
*ووصفه علي رضي الله عنه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشره .
* وقالت عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال : (( لبيك )) أي أجاب دعوته .
*ووصفه ابن أبهي هالة وهو صحيح : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا فحاش ، و عياب ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه . وكان يجيب من دعاه ، ويقبل الهدية ممن اهداه ، ولو كانت كراع شاه ويكافىء عليها .
*وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام))
* قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً"، أخرجه البخاري ومسلم
 
وحسبنا في بيان أدبه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وجميل مخالطته قول ربه تبارك وتعالى فيه : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) [ المائدة : 159 ]
فجزاه الله عن أمته خير الجزاء .




تاسعا    :  خشيته لله وطول عبادته  :
ومن مظاهر خشيته لله وطول عبادته :
انه كان يصلي من الليل حتى تتفطّر قدماه ، فإذا سئل في ذلك قال :
((أفلا أكون عبداً))
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال :
(( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))
و قالت عائشة : كان عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم ديمة ، و أيكم يطيق ما كان يطيق ! . وقالت: كان يصوم حتى نقول: لا يفطر. و يفطر حتى نقول: لا يصوم. ونحوه عن ابن العباس، وأم سلمى، وانس .